يحتفل الكثير من الأشخاص حول العالم بعيد الحب أو كما هو متعارف عليه بعيد الفالانتاين، يتسابق الأشخاص للتعبير عن حبّهم ومشاعرهم اتجاه الأحبّة، من خلال ممارسة سلوكيات وديّة كشراء الهدايا وتبادل الزيارات والذهاب في موعد رومانسي وغيرها الكثير. ولكن هل تعلم أنّ وراء كل ما تعرفه عن هذه المشاعر الجميلة هرمون يلعب دوره بخفية كالمايسترو الذي يعزف سيمفونية الحب. فما هو هذا الهرمون؟ وما علاقته بالحب ؟
ما هو هرمون الأوكسيتوسين؟
يعتبر الأوكسيتوسين ناقل عصبي يتم إنتاجه في منطقة
الوطاء (Hypothalamus)
في الدماغ، ثمّ ينتقل إلى الغدة النخامية حيث يتم إفرازه عبرها خلال العديد من
العلاقات المبنيّة على العواطف مثل الرضاعة والعلاقات الرومانسية وأثناء العلاقة
الجنسية. لذلك يؤثر هرمون الأوكسيتوسين على سلوكيات البشر الاجتماعية، إذ يعمل على
تعزيزها، كما أنه يملك استخدامات طبيّة.
ما علاقة هرمون الأوكسيتوسين بالحب والعواطف؟
يرتبط إطلاق هرمون الأوكسيتوسين في الجسم ارتباطاً
وثيقاً بتفعيل الاستجابة العاطفية لدى الأشخاص، إذ تزداد مستوياته في الجسم خلال العلاقات العاطفية
الحميميّة مثل الأمومة والعلاقات الاجتماعية الوثيقة، كما أنه يملك دوراً مهماً في
تقليل استجابة الجسم للتوتر والقلق، وهذا ما يجعل منه أحد أهم النواقل العصبية التي
تساعد في التغلّب على الاضطرابات العاطفية مثل اضطراب القلق وأعراض الاكتئاب.
الأوكسيتوسين والأمومة
يلعب هرمون الأوكسيتوسين دوراً مهماً خلال رحلة الأمومة
من الحمل إلى الولادة ويستمر دوره ما بعد الولادة حيث أنه:
1-
يملك
دوراً في تحريض الولادة؛ إذ يقوم بإرسال إشارات إلى الرحم مع بدء الولادة، ممّا
يزيد من تقلصّات الرحم ولا عجب أنه يستخدم طبياً بشكل حقن وريدية لتحريض الولادة،
كما أنه يساعد في تقليل النزف الزائد الذي يحصل بعد
الولادة
2-
يزيد
إفراز هرمون الأوكسيتوسين مع بدء رضاعة الطفل، وهذا ما يحفّز بدوره زيادة إدرار
الحليب عند الأم المرضع
3- يساعد وجود هرمون الأوكسيتوسين عند الأم على بناء علاقة وثيقة مع طفلها، إذ يحفّز إفرازه بكميات كافية عند الأم ( خاصّة عند الأم المرضع) تعزيز مشاعر الحنان والحب والاطمئنان والرعاية.
علاقة الأوكسيتوسين بالهرمونات
أصبح من السهل إدراك أهمية هرمون
الأوكسيتوسين في تعزيز العلاقات العاطفية، بالإضافة إلى ذلك يُصّنف هرمون
الأوكسيتوسين بكونه أحد أفراد هرمونات السعادة مع كل من الدوبامين والسيرتونين، إذ
يتم إفراز هذه الهرمونات الثلاثة بشكل تلقائي خلال اللقاءات العاطفية، وهذا ما يفسّر
السعادة التي يشعر بها الحبيبين في بداية العلاقة العاطفية.
في الختام
... لا عجب أن يحتّل هرمون الأوكسيتوسين مكانة هامة بين بقية الهرمونات، لدوره الكبير
في تعزيز الروابط العاطفية والاجتماعية بين الأفراد. والخبر السعيد بأنه يمكن
الحفاظ على مستويات جيدة من هرمون الأوكسيتوسين في الجسم، من خلال الانخراط في
العلاقات الاجتماعية التي تجلب لك المتعة والسعادة.
المصادر والمراجع:
1- مقال " العلاقة بين الأوكسيتوسين والحب" المنشور على موقع medicalnewstoday.com
2- مقال " لماذا يُعرف الأوكسيتوسين بهرمون الحب" المنشور على موقع healthline.com